عَنْ سَعيدِ بْنِ أبي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قال: رَقِيتُ مَعَ أبي هُرَيْرَةَ على ظَهْرِ الْمََسْجِدِِ فَتَوَضَّأَ فقال: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: "إنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًَّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الْوُضُوء، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ".
قوله: (رَقِيتُ): أي: صعدت.
قوله: (أُمَّتِي): أي: أمة الإجابة، وهم المسلمون.
قوله: (يُدْعَوْنَ): أي: يُنَادَوْنَ أو يُسَمَّوْنَ.
قوله: (غُرًَّا): جمع أغَرّ أي ذو غُرَّة، وأصل الْغُرَّة لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس.
والمراد بها هنا: النور الكائن في وجوه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وغُرًّا منصوب على المفعولية ليدعون أو على الحال، أي: أنهم إذا دعوا على رؤوس الأشهاد نودوا بهذا الوصف وكانوا على هذه الصفة.
قوله: (مُحَجَّلِينَ): وهو بياض يكون في ثلاث قوائم من قوائم الفرس، وأصله من الْحِجْل وهو الْخِلْخَال.
والمراد به هنا أيضاً النور.
قوله: (اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ): أي: فليطل الغرة والتحجيل.
واقتصر على ذكر الغرة وهي مؤنثة دون التحجيل وهو مُذَكَّر، لأن محل الغرة أشرف أعضاء الوضوء، وأول ما يقع عليه النظر من الإنسان.
رواه البخاري.