القاهرة - حذر المشاركون فى ندوة من تكرار حوادث الإنهيارات فى المقطم والتى سوف تزداد شدتها نتيجة عدم تغير الظروف البيئية التى تسببها.
ودعا الدكتور أيمن الدسوقى رئيس الهيئة إلى ضرورة ، فى ندوة "المخاطر الجيوبيئية فى المناطق العشوائية..خاصة فى منطقتى المقطم والدويقة" التى تنظمها الهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء على مدى يوم واحد، أن يتضمن قانون البناء إجراء دراسة جيولوجية متكاملة عن التركيب الجيولوجى للطبقات الأرضية وذلك عند إنشاء أى تجمع عمرانى وليس فقط فى المناطق العشوائية.
وقال الدسوقى "إن مشكلة الإنهيارات ليست فقط فى المناطق العشوائية فهناك بعض المدن الجديدة تعانى من إنهيارات أرضية وزيادة فى مستوى المياه الجوفية وبالتالى فإن بعض المنازل ستتعرض للغرق على المدى الزمنى مثلما يحدث فى مدينة العبور حاليا"..مرجعا ذلك إلى عدم وجود دراسة جيولوجية للمنطقة تكشف عن أنها تتكون من طبقة صخرية لا تمتلك خاصية نفاذية للمياه.
وطالب رئيس الهيئة بالنهوض بأسلوب إدارة الأزمات فى مواجهة الكوارث..مشيرا إلى أن التعامل مع الأزمات يتطلب التنسيق بين الجهات العاملة والمتخصصة فى الدولة قبل حدوث الأزمة وأثناء حدوثها وما بعدها.
وأشار الدسوقى إلى أن الندوة تستهدف بحث العوامل المختلفة التى تؤثر فى العشوائيات سواء فى البيئة المحيطة بها أو تأثيرها فى جيولوجيات المناطق المختلفة التى تنشأ بها هذه العشوائيات.
وحول حادث الإنهيار الصخرى الذى وقع بمنطقة الدويقة فى سبتمبر الماضى..قال الدسوقى رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء "إن الهيئة قامت بجمع عدد من المتخصصين فى مجال البيئة والجيولوجيا من مختلف المراكز البحثية المتخصصة والجامعات المصرية لدراسة الأسباب التى أدت للانهيار ، سواء كانت أسباب جيولوجية للتراكيب الصخرية لهضبة المقطم أو بشرية ".
وأكد الدسوقى أن التركيب الصخرى الجيولوجى الخاص بمنطقة المقطم يعد من أهم أسباب الإنهيارات التى تحدث فى هذه المنطقة ، حيث أنها تتركب من صخور جيرية بصورة أساسية وأن هذه النوعية من الصخور تتأثر بصورة كبيرة جدا بالمياه خاصة إذا كانت حمضية.
وقال رئيس الهيئة "إنه من المعروف كيميائيا أن صخور الحجر الجيرى عندما تتعرض للمياه الحمضية فإنها تتفت وتذوب مما يؤدى إلى حدوث انهيارات صخرية"..مشيرا إلى أن عدم وجود شبكات للصرف الصحى فى منطقة الدويقة ، كان من أبرز الأسباب للتأثير على صخور المنطقة .. بالاضافة إلى تفجيرات محاجر الأسمنت التى تحيط بالمنطقة والتى تؤثر على زيادة حركة الصخور حيث تمتلىء هضبة المقطم بالشقوق التى تتسع نتيجة لهذه التفجيرات.
وشدد الدسوقى على ضرورة إزالة المناطق العشوائية من هذه الهضبة .. محذرا من تكرار كارثة الدويقة لأن أسبابها مازالت قائمة ولم يتم القضاء عليها.
وأشار رئيس الهيئة إلى أنه تم إعداد العديد من الدراسات فى هذه المنطقة بالاشتراك مع جهات متخصصة..داعيا الجهات الحكومية لتطبيق نتائج هذه الدراسات مع تحديثها لتحديد مواطن الخطر وإزالة المساكن والتجمعات السكنية المعرضة للخطر بأسرع وقت.
ومن جانبه .. أوضح الدكتور محمد عادل يحيى الأستاذ بجامعة عين شمس والرئيس الأسبق للهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء أنه مع الزيادة السكانية فى وادى النيل والدلتا بدأ الزحف العمرانى على حواف النيل المحاطة فى معظمها بهضاب من الأحجار الجيرية والطفلية .. وهى من سمات المناطق التقليدية المستخدمة فى الوادى والتى أثرت بشكل كبير على ثبات هذه الصخور ومما زاد هذه المشكلة انتشار العشوائيات.
وأشار يحيى إلى أن هضبة المقطم تعانى من العديد من المخاطر فى مقدمتها المشاكل الطبيعية (نوعية الصخور الجيرية ، الكسور والفواصل ، المنحدرات ، السيول ، الصرف الصحى ، البناء العشوائى والتلوث البيئى).
وقال إن هذه المشاكل تحتاج إلى حلول متكاملة شاملة تعتمد على بعض التقنيات الحديثة والتى تبدأ بأنظمة حديثة للرصد منها الرصد باستخدام الليزر المساحى .. حيث يمكن انتاج مجسمات ثلاثية الأبعاد لتتبع الظواهر الطبيعية والصناعية فى وقت مناسب والرصد باستخدام مجسات حساسة.
وأضاف أنه تم انتاج نماذج انحدارات تساعد بشكل كبير فى التعرف على توقعات التحركات والانزلاقات الصخرية .. كما تم اجراء دراسات جيوفيزيقية للتعرف على المياه المتسربة والتصدعات والتكهفات .. ودراسات جيومورفولوجية للتعرف على الانحدارات والسيول.
وأكد أن الأسلوب العلمى فى رصد وتتبع هذه الظواهر هو الطريق الأول والأمثل للتعرف على حجم المشكلة ثم معالجتها بالطرق المناسبة.
وبدوره ، قال الدكتور حنفى على دعبس الرئيس السابق للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والاستاذ المتفرغ بالمعهد إن الإنهيار الذى وقع مؤخرا فى منطقة الدويقة كان دافعا للعودة إلى الدراسات التى تم إجراؤها فى هذه المنطقة ، والتوصيات التى أوصت بها الهيئات البحثية التى شاركت فى هذه الدراسات عقب الإنهيار الأول لهضبة المقطم عام 1993.
وقدم الدكتور حنفى عرضا موجزا عن القياسات الجيوفيزيقية التى قام بها المعهد فى حادث الدويقة الأول عام 1993 .. حيث أشار إلى أن المعهد قام باجراء دراسات فى هذا المجال بالرغم من وجود العديد من الصعوبات فى المنطقة الناتجة عن ضيق الشوارع والتوزيع العشوائى للمساكن.
وأكد أنه بالرغم من هذه الصعوبات تكاملت الدراسات البحثية وتم انشاء محطة مغناطيسية اساسية بالمنطقة ووضع نقطة تثاقلية أساسية بمطلع هضبة المقطم وتركيب محطة زلازل حلقية لرصد الحركة الناتجة عن تفجيرات المحاجر.
ودعا الدكتور حنفى إلى إجراء دراسات جيوفيزيقية حديثة للمناطق المعرضة للانهيار على حواف هضبة المقطم وازالة المساكن العشوائية على مراحل ومنع أى منشآت جديدة واعادة تخطيط شبكة الصرف الصحى لمنع تسرب المياه ومنع زراعة الأشجار والإكتفاء بزراعة النخيل..مطالبا بضرورة تحديد كمية المتفجرات الواجب استخدامها فى محاجر الأسمنت مع مراعاة تحديد زمن التفجيرات.
وكانت منطقة الدويقة قد تعرضت لحادث مروع في بداية شهر سبتمبر2008، حيث فوجىء سكان عزبة بخيت بانهيار كتل صخرية كبيرة من جبل بخيت الملاصق لمساكنهم العشوائية، ما أدى إلى تسوية تلك المساكن بالأرض، ووفاة وإصابة العديد من المواطنين ونقل سكان المنطقة إلى مناطق أخرى حرصا على سلامة المواطنين.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسطش
شاهد اهالى الدويقه يسرخون فى القاهره اليوم مع عمرو اديب
http://videohat.masrawy.com/view_video.php?viewkey=1410dc3bf2280eb5a15e