عن عبد الله رضي الله عنه قال:
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا).
عن أنس رضي الله عنه قال:
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً، فقال: (هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب).
قوله: (وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط).
قيل هذه صفة الخط: والأول المعتمد، وسياق لحديث يتنزل عليه.
فالإشارة بقوله "هذا الإنسان": إلى النقطة الداخلة.
وبقوله "وهذا أجله محيط به": إلى المربع.
وبقوله "وهذا الذي هو خارج أمله": إلى الخط المستطيل المنفرد.
وبقوله "وهذه إلى الخطوط": وهي مذكورة على سبيل المثال لا أن المراد انحصارها في عدد معين، ويؤيده قوله في حديث أنس بعده "إذ جاءه الخط الأقرب"، فإنه أشار به إلى الخط المحيط به، ولا شك أن الذي يحيط به أقرب إليه من الخارج عنه.
وقوله "هذا إنسان": مبتدأ وخبر أي: هذا الخط هو الإنسان على التمثيل.
قوله: (الأعراض): جمع عرض، وهو ما ينتفع به في الدنيا في الخير وفي الشر.
قوله: (نهشه): أي أصابه.
وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصر الأمل والاستعداد لبغتة الأجل، وعبر بالنهش وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابة والإهلاك.
--------------
صحيح البخاري