عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ؟ قَالَ: قُل:"اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
(تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي)
قوله: (أن مكاتبا): أي: لغيره وهو عَبْدٌ عَلَّقَ سيِّدَه عِتْقَهُ على إعطائه كذا من المال.
قوله: (إني عجزت عن كتابتي): الكتابة: المال الذي كاتب به السيد عبده، يعني (بلغ وقت أداء مال الكتابة وليس لي مال).
قوله: (فأعني): أي: بالمال وأو بالدعاء بسعة المال.
قوله: (قال: ألا أعلمك كلمات): قال الطيبي: طلب المكاتب المال فعلمه الدعاء إما لأنه لم يكن عنده من المال ليعينه فرده أحسن رد عملاً بقوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ}، أو أرشده إشارة إلى أن الأولى والأصلح له أن يستعين بالله لأدائها ولا يتكل على الغير، وينصر هذا الوجه قوله: (واغنني بفضلك عمن سواك).
قوله: (بحلالك عن حرامك): أي: متجاوزاً أو مستغنياً منه.
قوله: (هذا حديث حسن غريب): وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير والحاكم وقال صحيح.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
أخرجه أحمد (1/153 ، رقم 1318) ، والترمذي (5/560 ، رقم 3563) وقال: حسن غريب. والحاكم (1/721 ، رقم 1973) وحسنه الألباني في "الكلم الطيب" (143 / 99).