عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَال:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَرَأَيْتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ"، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّه؟، قَال: "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ".
* رواهـ الـــبـــخـــاري، والنسائي، واللفظ لـ البخاري في كتاب الإيمان، في باب كفران العشير وكفر دون كفر.
( شرح سنن النسائي للسندي )
(يَكْفُرْنَ الْعَشِير): أَيْ: الزَّوْج.
قِيلَ: لَمْ يُعَدَّ بِالْبَاءِ، لِأَنَّ كُفْر الْعَشِير لَا يَتَضَمَّن مَعْنَى الِاعْتِرَاف بِخِلافِ الْكُفْر بِاَللَّهِ.
(وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانْ):
كَأَنَّهُ بَيَان لِقَوْلِهِ: "يَكْفُرْنَ الْعَشِير"، إِذْ الْمُرَاد: كُفْر إِحْسَانه لَا كُفْر ذَاته، وَالْمُرَاد بِكُفْرِ الْإِحْسَان: تَغْطِيَتُهُ وَجَحْدُهُ.
(لَوْ أَحْسَنْت): الْخِطَاب لِكُلِّ مَنْ يَصْلُح لِذَلِكَ مِنْ الرِّجَال.
(الدَّهْر): بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِيَّة، أَيْ: تَمَام الْعُمْر.
(شَيْئًا): أَيْ: وَلَوْ حَقِيرًا لَا يُوَافِق هَوَاهَا مِنْ أَيِّ نَوْع كَانَ.