عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيــْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ". مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.*
رواهـ الـبـخـاري.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
وَاسْتَدَلَّ الْمُصَنِّف عَلَى جَوَاز رَفْع الصَّوْت بِالْعِلْمِ بِقَوْلِهِ: "فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْته".
وَإِنَّمَا يَتِمّ الِاسْتِدْلَال بِذَلِكَ حَيْثُ تَدْعُو الْحَاجَة إِلَيْهِ لِبُعْدٍ أَوْ كَثْرَة جَمْع أَوْ غَيْر ذَلِكَ.
وَيَلْحَق بِذَلِكَ مَا إِذَا كَانَ فِي مَوْعِظَة كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي حَدِيث جَابِر: "كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ وَذَكَرَ السَّاعَة اِشْتَدَّ غَضَبه وَعَلَا صَوْته . . . الْحَدِيث". أَخْرَجَهُ مُسْلِم.
وَلِأَحْمَد مِنْ حَدِيث النُّعْمَان فِي مَعْنَاهُ، وَزَادَ: "حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا بِالسُّوقِ لَسَمِعَهُ"، وَاسْتُدِلَّ بِهِ أَيْضًا عَلَى مَشْرُوعِيَّة إِعَادَة الْحَدِيث لِيُفْهَم.