انتقد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بشدة مستوى الخدمات التي تقدم في الحج والعمرة، موضحا أنه آن الأوان لأن تكون هناك أنظمة وأسس ومشاريع وشركات ومؤسسات تقوم بهذا العمل بطريقة نظامية وحديثة وأسلوب يليق بالأماكن المقدسة وبضيوف الرحمن.
وقال الفيصل "من المؤسف جدا أننا في كل عام نواجه مشكلة خدمة الحجاج، وكأننا نواجهها للمرة الأولى، وبحلول شهر رمضان نستنفر كل قوانا وكل إمكاناتنا وكأننا نفعلها لأول مرة، ومن المؤسف جدا أننا نترك هذا الأمر كل شهور السنة، ونتنبه قبل الموسم بشهرين أو ثلاثة".
وشدد الأمير خالد على أن ما يقدم من خدمات للحجاج لا يصل إلى ما تسعى إليه قيادة المملكة، ولا إلى المبالغ المالية التي تعتمد وتصرف لمشاريع الحج، وزاد قائلا إننا نواجه في كل عام انتقادات كبيرة باستقبال حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، وهذه الانتقادات في محلها، لأننا للأسف الشديد نعاملهم وكأنهم عابرو سبيل في هذه البلاد، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية الأربعاء 14-5-2008.
وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة ارتجلها أمس لدى افتتاحه ورشة عمل رفع مستوى الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن إنه من المؤسف جدا أن يكون أقدم مرشد سياحي وأقدم خبير خدمات وأقدم مؤسسات في العالم في هذا المضمار لا يزالون حتى هذا اليوم يتلمسون كيفية خدمة ضيوف الرحمن في هذا البيت، فيما سبقنا كثير من الأمم في السياحة وخدمة السياح رغم أن السياحة لديهم حديثة العهد وليس لها أكثر من 100 عام، في حين مضت آلاف السنين على إنسان هذه المنطقة وهو يمارس هذه الخدمة.
واستشهد الفيصل بالضيف الذي ينزل في منزل أحدنا فإننا نقدم له أحسن ما لدينا ونجلسه في أحسن ما لدينا في الدار ونعامله أحسن معاملة ونؤثره على أنفسنا وعلى أهل بيتنا، فما بالكم بضيف الله سبحانه وتعالى، ضيف الرحمن الذي جاء يلبي دعوة الرحمن للمسلمين أجمعين بالحج لهذا البيت، وبزيارة هذه الأراضي المقدسة، فكيف لا يقابل بأحسن مقابلة ويعامل بأحسن معاملة وينزل في أحسن منزلة.
وتابع الفيصل: "لقد رأيت من المناظر البشعة على أرصفة منى ومزدلفة وعرفات ومكة.. الحجاج مع النفايات.. هذا عيب علينا جميعا، كيف نتحمل هذه المناظر؟ وكيف نقبل هذه المناظر وكيف نقبل هذه المعاملة؟".
وانتقد الأمير خالد الفيصل مقالا قرأه بعد حج العام الماضي بعنوان "بلادك يا حاج" منشورا في إحدى الصحف المحلية، مؤكدا أنه تأثر يومها تأثرا عظيما، إذ كيف لأحد المثقفين في هذه البلاد أن يطرد الحاج من هذه البلاد بهذه الطريقة، وكيف نقول للحاج: "بلادك يا حاج"، هذا ضيف الرحمن، كيف نعامل الحاج عندما ينزل في المطار، لماذا يبقى الحاج 4 و5 و6 ساعات في صالة المطار؟ ولماذا يمر من شخص لآخر لثالث ورابع وخامس خلال هذه الساعات حتى يركب حافلته؟ ولماذا يأتي الحجاج في نهاية الحج ويبقون في المطار 6 و7 و8 و10 ساعات قبل أن يركبوا طائراتهم ويغادروا هذه البلاد؟ ولماذا نرى مئات آلاف الحجاج وهم يفترشون الأرصفة في مكة ومنى وعرفات؟
وتساءل أمير منطقة مكة: أليس هناك من حلول؟ هل تعذرت علينا جميع الوسائل؟ وأكبر رجل في هذه البلاد يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، وكيف نترجم هذا اللقب بأكبر رجل، وهو يحثنا على خدمة الحجيج، وكيف نترجم سياسة السعودية، وهي تعطي أولى الأولويات لبيوت الله وخصوصا في مكة والمدينة ولخدمة الحجاج؟
وشدد على أنه لابد لنا من برنامج يوضع إما لخمس سنوات قادمة أو لعشر سنوات، ولكن يجب أن يكون في هذا البرنامج وضوح تام لما سوف يعمل في العام القادم والعام الذي يليه والعام الذي يليه حتى تستكمل جميع الإجراءات لحفظ كرامة الحاج.
وأضاف "يجب أن يكون عنواننا وعنوان عملنا وعنوان هدفنا هو كرامة الحاج منذ أن يستقل حافلته من بلاده وحتى يعود إليها، وليس لدينا عذر فالقيادة تحثنا والقيادة تؤمن لنا كل طلباتنا، الأموال موجودة والرجال موجودون، ولا ينقصنا العقل ولا ينقصنا التفكير وما هو مطلوب منا هو الإرادة، والإدارة، إرادة أن نفعل شيئا والإدارة أن نطوره".